Aims Online

السبت، أبريل 11، 2009

أشخاص يلجأون للإنترنت.. لإعادة مقتنيات شخصية ضائعة لأصحابها

أضاعت حافظة نقود في حافلة وقبل أن تكتشف فقدانها تلقت رسالة من شخص وجدها على الفيس بوك
نيويورك: براد ستون* (مقال مترجم من الإنجليزية)

كانت روندا سورمان وزوجها يتجولان بين بعض آثار العصر البرونزي في غرب اسكتلندا العام الماضي، عندما لمحا شعاع الشمس ينعكس على معدن مصقول. كانت كاميرا رقمية من نوع أوليمبوس ملقاة على الأرض. توجه الزوجان بالكاميرا إلى الشرطة المحلية، لكن الكاميرا عادت إليهم مرة أخرى من الشرطة بعد أن فشلت في العثور على صاحبها. لم تستسلم سورمان، فقد كان هناك 600 صورة على ذاكرة الكاميرا من بينها بعض الصور لحفل زفاف ورحلات زوجين أوروبيين. نشرت سورمان العديد منها على الإنترنت، وخلال الشهور القليلة التالية قامت بتنظيم مجموعة من المحققين الهواة الذين تعقبوا الأدلة، حتى استطاعت إعادة الكاميرا إلى الزوجين. يتصرف الكثيرون بنفس شعور سورمان هذه الأيام ويضطلعون بدور السومري الرقمي. وقد يسمح الإنترنت للشباب السيئين بخداع الأفراد أو سرقة هوياتهم، لكنها تساعد في الوقت ذاته على إعادة ممتلكات الأفراد إليهم نتيجة للمواقع والأدوات التي يمكن أن تساعد الأفراد في إعادة المقتنيات كحافظات النقود أو الهواتف الجوالة أو الكاميرات.
كما تتحرك الشركات الآن للاستفادة من حقيقة أن ملايين الأفراد نشروا معلومات عن أنفسهم على شبكة الإنترنت، والأغراض المفقودة التي يتم البحث عن مالكيها تجول في الإنترنت، وقد ازداد عدد مواقع الهوايات التي تهدف إلى استغلال نزعة الخير لدى البعض لإعادة المقتنيات المفقودة.

يقول مات برورست، طالب جامعي في كندا أنشأ مدونة تحمل اسم «كاميرات عثر عليها وصور أيتام»، ويهدف إلى إعادة الكاميرات إلى أصحابها: «عندما يتسنى للبعض الفرصة لتقديم معروف للآخرين فإنهم لا يتوانون في ذلك». وقد بدأ بيتر أودونيل، المهندس الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، الذي يعمل في فاني ماي، عملا إنسانياً بعد أن وجد حافظة نقود على منضدة في مطعم 7ـEleven في واشنطن، وقبل أن يعطي أودونيل حافظة النقود للمحاسب قام بتصوير رخصة قيادة صاحبة الحافظة بهاتفه. في اليوم التالي وجد أودونيل صاحبة الحافظة والتي كانت طالبة جامعية من ساوث داكوتا على الفيس بوك وأرسل لها بريداً إلكترونياً يخبرها فيه بمكان حافظة نقودها. ويقول أونيل: «أنا لست قديساً، لكني أحاول الحياد على طريقتي إذا كان الأمر مستلزماً لذلك». قد يتوجب على بعض أولئك السومريين العمل بجد للتغلب على بعض العوائق التي يفرضها البعض لحماية خصوصياتهم. فقد سقطت حافظة نقود شانون كوكوزا، التي تبلغ من العمر 39 عاماً، في الحافلة في سان فرانسيسكو في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وقبل أن تكتشف فقدان حافظة النقود في مساء تلك الليلة، تلقت رسالة إلكترونية من شخص وجدها. وكانت شركتا بطاقات ائتمانية رفضت تقديم عنوانها أو رقم هاتفها له، لكن ملاكها الأبيض أرسل لها رسالة على الفيس بوك. تقول كوكوزا التي سرق هاتفها المحمول على الحافلة ذاتها في الآونة الأخيرة: «من الجميل تذكر القصة». وتستخدم المطارات وأنظمة الترانزيت الاستراتيجيات نفسها تقريباً، إذ يقوم مطار ميامي الدولي بتلقي معلومات حول أمتعة مفقودة على الإنترنت، كما يستخدم الإنترنت لتحديد مواقع المسافرين الذين فقدوا أغراضا خاصة بهم.
ويقول إرنستو ألونسو، وكيل عمليات المطار المكلف بتشغيل هذه الخدمة، إنه استخدم غوغل وصفحات الإنترنت لإعادة جهاز كمبيوتر محمول إلى مسافر أسترالي، وكذلك صندوق مليء بمعدات الأقمار الصناعية لشركة في واشنطن، وجرة تحمل رماد أحد الموتى لمقبرة في نيو جيرسي (إذ كان أحد أفراد العائلة قد ترك الإناء دون قصد أعلى صفيحة زبالة على بوابة المغادرة). يقول ألونسو: «كنا نتمكن في الماضي من إعادة 30 بالمائة من الأغراض التي نجدها، ومع توفر استخدام الإنترنت ارتفعت النسبة إلى 50 في المائة كما يجب علينا أن نضع في اعتبارنا أن باقي الأشياء التي نحصل عليها تكون مجرد نفايات».
يرى البعض استخدام الإنترنت لإعادة الأغراض المفقودة إلى أصحابها فرصة عمل جيدة. إذ تقوم بعض المواقع مثل «سند مي هوم» و«بوميرانج إت» و«تراك إت باك»، بالسماح للأفراد بالتسجيل والإعلان عن المقتنيات الثمينة لديهم بأرقام مختلفة. وإذا ما فقدت تلك المقتنيات يمكن للأفراد الذين يجدونها أن يدخلوا الرقم على الإنترنت لتحديد مالكها. وتقول تلك المواقع إن أكثر من ثلثي الأفراد الذين يجدون هذه الأمور يقومون بالأمر الصائب ويعيدونها. قد يشكل الأمر بالنسبة للبعض نوعاً من الحرج لاستخدام شبكة الإنترنت لتتبع شخص غريب. وقد وجد بيتر هيل مهندس الشبكات السابق في جامعة واشنطن محفظة في موقف سيارات في منطقة سياتل واستخدم هاتف الآي فون الخاص به للدخول على الفيس بوك ليجد صاحب المحفظة ثم وجد واحداً من أصحابها على الموقع كان يحضر معه في نفس الجامعة. ثم استخدم بعد ذلك مفكرة مدرسته على الإنترنت للاتصال بهذا الصديق وطلب منه تنبيه صاحب المحفظة.
يقول هيل: «كان صاحب حافظة النقود مسروراً جداً»، ويضيف: «قد ينتابك شعور بالغرابة إذا ما قام شخص لا تعرفه بالاتصال بك على الإنترنت حتى وإن كان الأمر مجرد محاولة إعادة غرض ضائع يخصك». لكن في بعض الأحيان قد تبرر الغايات الوسائل التطفلية، فبعد أن تحدثت عن رغبتها في تعقب صاحب الكاميرا الرقمية، أرسلت سورمان أكثر من 6 صور على موقع تبادل الصور «فليكر» من بينها صورة لامرأة تحمل كلباً صغيراً في الثلج أمام أحد المنازل.

وقام أعضاء من منتديات المحادثات (تشات) الاسكتلندية بالحصول على فرصة لحل اللغز والعمل سوياً والحصول على بعض الأدلة من الخلفيات في الصور منها إشارة خطر على سياج، وقد قادتهم تلك العلامات إلى أصحاب الكاميرا الذين كانوا من مدينة إبردين على الساحل الشرقي الاسكتلندي. وقام واحد من أعضاء منتدى «فليكر» بالقيادة في شوارع المدينة للبحث عن المنزل الذي يشبه ذلك الموجود في الصورة المنشورة على الإنترنت، وقد وجد أحد المشاركين الآخرين رقم هاتف صاحب ذلك المنزل. وتمكنت سورمان من التحدث إلى فيليبلي، المدير التنفيذي الذي يعمل بإحدى شركات النفط ويعيش بصورة مؤقتة في اسكتلندا مع زوجته واللذين كانا قد تناسيا أمر الكاميرا الضـائعة.

أرسل فيليبلي زهورا لسومرز، وعلى الرغم من أن الصور لا تبرز في الحقيقة شهر عسله، إلا أنه وجد أن الأمر مخيف إلى حد ما أن يتمكن شخص ما من تحديد مكانك عبر كاميرا مفقودة. لكنه قال: «عندما تبين لنا كل ما قامت به وسعيها لمعرفة مكاننا تأثرنا كثيراً، فقد قامت بعمل محترف».

* خدمة «نيويورك تايمز»


 
hidden hit counter
جميع الحقوق محفوظة لعلم من الكتاب 2008
Creative Commons License
غير قابل للنسخ او الطباعة او إعادة النشر إلا بأذن من الكاتب